ليس من قبيل المصادفة أن يردَف عنوان رواية سارة مطر قبيلة تدعى سارة، بـ يوميات أنثى سعودية حرة. الرواية يوميات كاتبة تسمي نفسها قبيلة. والرسوم على غلاف الكتاب تدل على أن للمؤلفة وجوهاً مختلفة، لذا هي قبيلةٌ من النساء في امرأة واحدة. القبيلة هي سارة، وسارة هي القبيلة. أليس الإنسان وجوهاً متعددة تكشف عن ذاتها على اختلاف ظروف الحياة؟ وإذا طبّقنا وصف الكاتبة لذاتها على أنفسنا، خلصنا إلى القول إن كل واحد منا قبيلة، بكل ما تعنيه لفظة قبيلة من التحام شخصياتنا المختلفة داخلنا، ومن ثم صهرها بين بعضها ليعبّر عنها الاسم، كاسم سارة مثلاً. فنحن قبيلة تعيش فينا، وشخصيات في شخصية. ولا يخفى كذلك ما تتضمنه كلمة قبيلة من بدوية قديمة. تنتمي مطر إلى موجة الروائيات السعوديات المعاصرات، اللواتي يتقن إلى التحرر من القيود الاجتماعية المفروضة عليهن في عائلتهن وفي وطنهن، وكشف المخفي والمكبوت كتعويض عن قمع حريتهن. لكن المفارقة أن هؤلاء الكاتبات لا يكتبن ما يكتبن إلا خارج الوطن، كما هي حال سارة مطر التي تقيم خارج السعودية، وزينب حفني. كأن التجربة تتشكل داخل الوطن ولكن لا كتابة إلا بعيداً عنه. فهل نشهد في الأيام المقبلة امتداداً لعدد اللواتي يقررن أن ينتفضن ويطلقن الصوت عالياً ولو في الغربة؟
حالة الكتاب: جيدة جدا