في روايته هذه يثير عبده خال طائفة من التساؤلات حول مجتمع ما زالت تعبث به تقاليد وعادات تجعل من الضحية مجرماً. وجليلة هي الشخصية المحور التي رفض أهلها ومجتمعها تقبل قصة حبها، فكانت على موعد مع قدرها، فحين أغلقت الطرقات أمام فكرة علاقتها العاطفية مع شابة بحثت عن قبر لتهرب منه إلى الحياة "هربت من قبرها" عبارة أطلقها أهل الحي فقد وجدوا هذه الجملة قريبة من أفواههم لتسعفهم في ترتيب الأقاويل الملائمة لما حدث، ولتؤكد السيرة السيئة التي تحتل بها الميتة الشابة.
تجري أحداث الرواية في مناخ بوليسي حيث يجدّ المحقق في بحثه عن الأسرار الكامنة وراء اختفاء جثة الشابة. وذلك بأسلوب عبده خال الذي يجعل للحدث مساراً نفسياً واجتماعياً وفلسفياً وفوق ذلك كله أدبياً على أرفع المستويات.
حالة الكتاب جيدة جدا