لا أدري من أين أبدأ قبل الشروع بالكتابة، فجميع أوراق الماضي في صدغي مبعثرة وغير منطقية إلى حد ما بسبب ما أصابني.. هل أختار البداية بسرد مجريات حياتي وطفولتي وكيف كنت أعيش في كنف أسرة متواضعة جدًا؟ أم مرحلة النضوج وعنفوان الشباب والحيوية وعدم الاستقرار الذاتي، أيضًا حين ذهابي إلى الخارج لتكملة دراستي العليا وتحديدًا (الولايات المتحدة الأمريكية) والتقائي بذلك الشاب والذي أصبح فيما بعد من أعز أصدقائي المخلصين؟ أم يا ترى أبدأ حيث بدأت أولى نبضات قلبي بالنبض مع إيقاعات عزفها المنفرد ومع أول نفس من أنفاس الحياة؟ حينما تعانقت نظراتنا في بهو الفندق، تلك المرأة والتي أحببتها بكل جوارحي ومشاعري المتدفقة حتى أصبحت فيما بعد جزء من أجزاء جسدي المنهك، أم يا ترى أدون اللحظات الأخيرة عندكا أصبت بذلك الطلق الناري العشوائي والتي بسببها أدخلتني إلى عالم الظلمات ومنحتني تلك الغيبوبة المقيتة والتي استمرت نحو أكثر من عشرين خريفًا من عمري، تلك الغيبوبة والتي حينها أضحت الفاصل بين الحياة والموت.
حالة الكتاب: جيدة جدًا